خصوصية الفن البشري في عصر الذكاء الاصطناعي
“نزعل ونرضى يحن قلبي ليهم.. نزعل نزعل نزعل، بلا رادتي نرمي الزعل ونجيهم”
يردد أغلبنا هذه الكلمات الآن وفي مخيلتنا صوت وأداء الفنان الليبي الراحل محمد حسن، لواحدة من أكثر أغانيه الشعبية رواجاً ورسوخاً في الذاكرة الفنية للأجيال السابقة، والتي باتت تواجه تحدياً في الحفاظ على هويتها أمام التطوّر المتسارع لأدوات الذكاء الاصطناعي.
راجت مؤخراً مقاطع مصممة عبر أحد برامج الذكاء الاصطناعي باستخدام تكنولوجيا استنساخ الأصوات، لتوليد أصوات فنانين أجانب وهم يؤدّون أغنية الفنان الليبي محمد حسن، أثارت تحفظاً كبيراً بين المستمعين. وفي مصر استُخدِم صوت المطرب الراحل عبد الحليم حافظ لأداء أغنية فنان آخر باستخدام الذكاء الاصطناعي، في خطوة دفعت عائلته للتلويح باللجوء إلى القضاء ضد كل من يستخدم صوته وينشر هذه المقاطع.
وفتحت المقاطع باباً للتساؤل حول مصير خصوصية الفن البشري مقابل الفن المُولّد بالذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت الأجيال الجديدة تقبل على حقبة فنون مصدرها الذكاء الاصطناعي وأدواته، ما قد يعني انقراضاً تدريجياً للفن البشري، ومواجهة تعقيدات في تمييز الأصلي من المزيف. وتأكيداً على ذلك؛ تحركت شركة يونيفرسال ميوزيك العالمية لإنتاج الموسيقى ضد شركات الذكاء الاصطناعي لمنعها من الوصول إلى مكتبتها الموسيقية واستخدام موادها، حفاظاً على حقوقها وحقوق فنانيها، بحسب ما نقلته BBC.
زاد الاهتمام بقدرات الذكاء الاصطناعي بعدما باتت واقعاً يلتهم ملايين الوظائف والمَهام والإبداعات التي كانت حكراً على البشر. وفي المجال الفني، تعتبر حماية الهوية وحقوق الإنتاج والنشر من أكبر التحديات التي تشغل الأوساط الفنية سواء بمجال الغناء أو الرسم والتصميم وغيرها. فعلى الرغم من النقلات النوعية التي أحدثتها التكنولوجيا سابقاً بمجالات الفنون؛ إلا أن ما يحمله الذكاء الاصطناعي من تحوّلات جذرية يستوجب استعداداً جدياً لاستيعابه والتعامل معه بما يتماشى مع احتياجاتنا وقفزات عصرنا ومتطلباته.
إرسال التعليق