ليبيا.. إعادة تدوير الأزمة
منذ سنوات لم يخرج الليبيون من دائرة الفوضى المنظمة، التي تتغذى على تشكيل حكومات متعاقبة تتبعها أخرى موازية، ما يتسبب في تعطيل أي بادرة للمضي نحو الانتخابات. الاحتباس داخل دائرة تعدد الوجوه وتكرار نفس الفشل، وعدم فاعلية جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الدفع باتجاه توحيد السلطة في ليبيا، كلّف الليبيين سنوات طويلة من التشرذم وضياع الحقوق.
خلال الـ11 سنة الماضية، مرت على ليبيا 11 حكومة آخرها حكومتي الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد. أعطى أغلب مسؤوليها لليبيين، درساً في التمسك بالكرسي والاجتهاد في حجز مكان على صفحات تقارير الفساد ونهب المال العام.
وفي أول رد فعل صريح على تأثير وجود أكثر من حكومة على جهود إجراء الانتخابات، طالب المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باثيلي، خلال آخر جلسة عقدها مجلس الأمن حول ليبيا، بتشكيل حكومة موحدة لقيادة البلاد نحو الانتخابات، معتبراً أن وجود حكومة موحدة، يتفق عليها معظم الأطراف الرئيسية الفاعلة، أمر ضروري لقيادة البلاد إلى الانتخابات.
موقف المبعوث الأممي كان مفاجئا لعديد الأطراف، فهو يعبّر عن تحوّل واضح في أولويات البعثة الأممية، التي كانت سابقاً تولي اهتماماً خاصاً بإجراء الانتخابات أولاً دون الخوض في مسارات تشكيل حكومات جديدة، وتسعى لإيجاد نقاط توافق بين الأطراف المتنازعة للدفع نحو هذا الاتجاه.
إرسال التعليق