حديث مع الناشر الليبي غسان الفرجاني
تُعد دار الفرجاني للنشر ومكتبة الفرجاني من أقدم المكتبات الفاعلة في ليبيا، وحافظةً لزخم الأدب والنشر رغم كل التعقيدات التي مرت وتمر بها بلادنا. الدار التي أسسها الراحل محمد بشير الفرجاني، عام 1953، وغرس عبرها حب الكتب في نفوس أبنائه منذ الصغر.
تحدثنا مع الناشر غسان الفرجاني، عن علاقته بالمكتبة والإرث العائلي الذي تركه والده له ولإخوته.
يقول الفرجاني لدروج عن أثر المكتبة في طفولته: “كوّنت المكتبة جزءًا كبيرًا من ذكرياتي البعيدة، كنت وإخوتي نذهب للمكتبة بعد الانتهاء من واجباتنا المدرسية، ونساعد الوالد على تنظيف وترتيب المكتبة، وأتاحت لنا المكتبة منذ صغرنا التعرف على العالم الخارجي والاختلاط مع الجنسيات العربية والأجنبية التي كانت تتردد على المكتبة.. كوّنت المكتبة رؤية إيجابية عن العالم حولنا.”
وعلى مستوى حركة النشر داخل ليبيا، التي تمر بفترة صعبة للغاية، يتابع غسان عن هذه التحديات: “وضع النشر المحلي بنظري في حالة حرجة، ولكن من أهم معوقات النشر عدم وجود مطابع كبيرة تستوعب الكميات المطلوب طباعتها، إذ تعمل دار نشر الفرجاني على الطباعة والنشر من الخارج، الأمر الذي يزيد من تكلفة الكتاب، وأتصور خلال الأعوام القادمة إذا بقي الوضع على هذا المنوال، قد تُغلق الكثير من دور النشر المحلية، وتلجأ المكتبات للاعتماد الكلي على الكتاب من أسواق الدول المجاورة التي بها حركة نشر قوية ورصينة”.
ويرى الفرجاني أن “غلاء أسعار الكتب ليس العامل الأساسي الذي يجعل من عمل المكتبات ضعيفًا، وإنما العقلية الفكرية للمواطن الليبي الذي لا ينظر للكتاب كقيمة مضافة لحياته، حيث أن غلاء أسعار الكتب مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالوضع الاقتصادي المتأزم. وأعتقد أن القارئ الليبي لا يعي ما مدى صعوبة المهنة ومخاطرها الاقتصادية”، مُشيراً إلى نمو القوة الشرائية في الأعوام الأخيرة بدرجة ما، وهو ما يدل على زيادة شريحة القراء في البلاد.
إرسال التعليق