صيانة قوس ماركوس.. ترميم أم تشويه؟
لم تهدأ الأصوات المطالبة بوقف ومراجعة آلية عمليات البناء والترميم التي ينفذها جهاز تطوير المدينة القديمة بقوس ماركوس في العاصمة طرابلس، وواجهت انتقادات بأنها تمس بخصوصية وتركيبة هذا المعلم الأثري، كونها عمليات غير مدروسة.
مندوب ليبيا السابق لدى اليونسكو، ورئيس لجنة استرجاع الآثار المُهرّبة الدكتور حافظ الولدة، نشر سلسلة من الملاحظات والانتقادات حول المشروع، بداية من مخالفة أعمال البناء لقانون حماية الآثار والمدن التاريخية، وتكليف عمالة غير محترفة ما يهدد سلامة الموقع التاريخي، إضافة إلى غياب المراقبين الأثريين المعنيين بالإشراف على هذا النوع من المشاريع، وغياب الدراسات الكافية لتقييم وضع القوس، وقدرته على استيعاب اهتزازات الآلات الثقيلة حوله، وزيادة القدرة الاستيعابية للموقع دون تقييم مدى قدرته على تحمل زيادة عدد الزوار.
الولدة ناشد مصلحة الآثار بإيقاف هذا المشروع، وبدء دراسة علمية شاملة لتقييم وضع القوس الإنشائي والأثري، وفهم سياق المخاطر وكافة الجوانب ذات الصلة، لتوفير الحماية اللازمة لهذا المعلم الفريد، حتى لا يفقد هويته، مُذكّراً بأن “تاريخنا مسؤوليتنا”، والحفاظ على التراث مسألة هوية ووعي ثقافي.
ويضيف: “تطوير قوس النصر الروماني للإمبراطور ماركوس أوريليوس بطريقة غير صحيحة سوف ينعكس سلبيا على سمعة ليبيا بالاهتمام وحماية تراثها. من خلال فحص سياقه التاريخي وخصائصه المعمارية والتركيز على أهمية عدم غياب للأساسيات مثل القيام بدراسة تقييم المخاطر وترميم القوس وصيانته ودعمه قبل البدء في أي عمل انشائي ثم اختيار التصميم المناسب في التطوير المعماري”.
جهاز إدارة المدينة القديمة لم يتجاوب مع كافة الملاحظات والانتقادات التي لاحقت المشروع، ما عدا ما يتعلق بالقدرة الاستيعابية للموقع ومقاومته للاهتزازات، حيث نشر رداً مقتبساً من دراسة وثقتها مجلة Geosciences حول تأثير اهتزازات حركة المرور على المواقع الأثرية، معتمدة على المدرج الأكبر في روما.
إرسال التعليق