نجاحات فردية.. وخيبات جماعية
إنجازات غير مسبوقة حققها مؤخراً شباب وشابات ليبيّات برياضات الألعاب الفردية، وصل صدى بعضها إلى الساحات العالمية، بعدما حلّت بطلة الكاراتيه سالمة المعداني، في الترتيب الثاني ضمن تصنيف الاتحاد الدولي للاعبات الكاراتيه حول العالم، وهي المرة الأولى في التاريخ، التي تصعد فيها لاعبة ليبية إلى هذا التصنيف.
وعلى الرغم من قلة الدعم أو انعدامه كليًا، برزت خلال الفترة الأخيرة إنجازات الرياضات الفردية بشكل لافت، يدعو للتفكير في خلفيات التجاهل الذي تتعرض له. يرى متابعون للشأن الرياضي أن البحث عن “الشعبية”، أحد أبرز الأسباب الكامنة وراء تفضيل الجهات الرسمية في الدولة لدعم الرياضات الجماعية (رغم نتائجها المخيبة) التي تحظى بمتابعة واهتمام شريحة كبيرة من المواطنين.
ويُرجِع مختصون النتائج الإيجابية المحققة في الألعاب الفردية، إلى اعتماد أغلب هذه الرياضات على اللاعب نفسه واجتهاده والتزامه بالدرجة الأكبر، لأن الفوز يعنيه وحده (بشكل رئيسي) والخسارة أيضاً، وبالتالي لا توجد مساحة كافية للتكاسل والاعتماد على جهد أو تفوق الآخرين. إضافة إلى انفراد لاعبي الرياضات الفردية باهتمام المدرب/الفريق المعني بمتابعة نشاطاتهم وتدريباتهم، ويختلف الحال في الرياضات الجماعية التي يتوزع فيها اهتمام المدربين على فريق مكون من لاعبين يتفاوتون في المهارات وسرعة الاستجابة.
يثير كل هذا تساؤلًا جانبيًا؛ كون معظم النجاحات الليبية في جميع المجالات (الرياضة، الفن والأدب، الأكاديميا والعلوم…)، تكون عادة نجاحات فردية، بينما تنتهي معظم الأعمال الجماعية بالفشل؛ إما لمخاصمات شخصية، أو المحاباة والفساد، ونهاية بالإحباط والتكاسل. ويمكن ملاحظة ذلك حتى على مستوى العمل السياسي، الذي لم ينتج ولو لمرة – حتى بالصدفة – نتيجة إيجابية بحصيلة عمل جماعي للسياسيين.
إرسال التعليق