أثر الفراشة في السوشال ميديا الليبية
بتاريخ 18 سبتمبر، قامت مؤسسة إعلامية ليبية معروفة بنشر إحصائيات غير معقولة بخصوص المباني المتضررة جراء إعصار دانيال، مصدرها حسب المؤسسة الإعلامية: (المديرية العامة للمفوضية الأوروبية)، والتي لا نعرف حقيقةً ماهيتها. علمًا بأن هذه المؤسسة الإعلامية معادية للأطراف التي قد تستفيد من هذه الأرقام المضللة. لذا بدا الأمر وكأنه محاولة (صانع محتوى) لتجنب الخصومات المالية من مرتبه بأية وسيلة ممكنة.
ولكون هذه الإحصائيات ليست منطقية أولًا، حيث ذكرت تضرر أكثر من 13 ألف مبنى في بنغازي، وتضرر عدد من المباني في سوسة يتجاوز عدد مبانيها جميعها، ولكون ليبيا -دولة وأمة- غير قادرة حتى على إحصاء سكانها الأحياء، فما بالك بمن قتلت وما دَمرت من مبانيها؛ قام فريق دروج بمراسلة المؤسسة الإعلامية فور النشر، وقامت الأخيرة بحذف المنشور خلال 15 دقيقة من النشر.
بالأمس، انتشرت هذه الإحصائية المغلوطة مرةً أخرى عبر منصات صغرى وحسابات خاصة، وجرفت السوشال ميديا الليبية في طريقها، ولعبت دورها القدري المنوط بها؛ أن تخلق مزيدًا من الانقسام والتشتت والتشويش على المطالب الحقيقية، وأن تعزز نشوة الانتصارات الصغيرة والنظريات والسرديات الخاصة “أنا على حق”. وعادت بالحالة الليبية الافتراضية إلى سابق عهدها؛ منشورات السب والشتم تجاه مدن وقرى ليبية وأهلها.
يمكن تتبع هذا النمط منذ 2011 على السوشال ميديا في ليبيا، والذي لم يجلب مصلحة شعبية واحدة؛ بل على العكس تمامًا، كان سببًا فاعلًا في استمرار سلطات الأمر الواقع خلال جميع مراحل الصراع.. وسيبقى كذلك.
إرسال التعليق