آريتي.. صعوبات العمل الثقافي الجاد في ليبيا
تعمل مؤسسة آريتي للثقافة والفنون منذ عام 2012 على تبني عدة مشاريع تهدف لإحياء الثقافة والفكر في ليبيا، واحتضان الأصوات الشابة. يقول مدير المؤسسة الكاتب والشاعر خالد المطاوع: “نحاول أن نجمع أكبر عدد من الفنانين والكتّاب، ليعبروا عن آرائهم بنصوص يكون الطرح فيها جديد ومختلف ويعبر عن وضع الثقافة والمجتمع الليبي، ونحاول أن نكوّن نوع من الحوار الذي يجمع عدة رؤى مختلفة حول الوضع العام في البلاد، وهذا الاختلاف بالطبيعة يحفّز الشخص لإنتاج شيء جميل، مضمونه عالي ويقدم نظرة جديد حول ليبيا”.
وفي حديثنا مع المطاوع عن حركة النشر في ليبيا، قال: “دور النشر الليبية تحاول بيع الكتب في مجتمع لم تتكون لديه فكرة القراءة بشكل أساسي، وفي زمن انحدار القراءة بشكل عام”. وعن نظرة الليبيين للكتاب، ترى مؤسسة آريتي أنه “توجد نظرة عند الليبيين تتمثل في أحقية أن يكون الكتاب مجاني، أو يباع بسعر رخيص، أو يعطى لهم بدون ثمن، في حين دور النشر تواجه في تحديات الطباعة خارج ليبيا بأسعار باهضة جداً”.
وعن إصدارات المؤسسة يقول المطاوع: “بداية نشاطنا كانت بتنظيم فعاليات تهتم بالسينما وبالثقافة عامة في طرابلس، ولكن بعد 2014 وما تلاها من تضييق أمني اضطررنا إلى الانسياق مع ما يحتمه علينا المشهد الليبي المعقد، ولجأنا للنشر، ودعم الكتّاب الشباب على النشر، وميزة النشر أنه موثق ومطبوع على الرغم من تحدياته الكبيرة في بلادنا، وحرصنا أيضاً أن تكون جُل مطبوعاتنا متواجدة إلكترونيا على الإنترنت عبر موقع المؤسسة”.
من أبرز إصدارات آريتي مجلة “الغرفة 211″، وكتاب “ألبوم ليبيا”، وآخرها كتاب “ترميم” وهو مجموعة قصصية لعدد من الكتاب الشباب، وعن “الغرفة 211 يقول المطاوع: “الغرفة 211 مجلة دورية نحاول إصدارها سنوياً، المجلة تهتم بنشر مادة دسمة تُقرأ منها الأخبار عبر السنين، كالأخبار التي نجدها في الأدب، وللأسف الفراغ الفكري في بلادنا أكبر من أن تسده الغرفة 211، لسده نحتاج لحوارات وندوات وحرية الرأي، وحرية للحديث العام عن الفكر والمجتمع والسياسة”.
وفيما يتعلق بمشروع “ألبوم ليبيا” الذي صدر العام الماضي، يقول: “ألبوم ليبيا هو جدارية ليبية، مصنوعة من سير شخصية تركز على إظهار التنوع بدلاً من الإصرار على أن الليبيين نمط واحد متشابهين في كل شيء. نشرنا 85 صورة وحكاية في الكتاب، ونأمل أن تصلنا المزيد من الصور والحكايات على الموقع الخاص بالألبوم، فمشروع الكتاب مستمر لتوثيق حكايا متنوعة من كل الليبيين توثق تجربتهم في الحياة داخل المجتمع الليبي”.
ويرى خالد المطاوع أن الوضع الثقافي الليبي يعاني من تعقيدات مركبة اجتماعياً وسياسياً وأمنياً، ويضيف: “في إصداراتنا نتناول القضايا بشكل عام، ونتعمد عدم الخوض في التفاصيل بشكل دقيق، لأن هذه التفاصيل مُقلقة للسياسيين بالدرجة الأولى، وحتى عند حديثنا بشكل عام نشعر بعدم الراحة والأمان، الأمر الذي يُشعرك بعدم جدوى العمل لأنك أحياناً تخاف من قول الحقيقة كما هي، أو تخاف أن يُساء فهمك من المجتمع، فبالتالي شعور اللاجدوى ينتابك لقصور العمل عن التأثير في المجتمع بالشكل الذي تتمناه”.
إرسال التعليق