إدارة النفايات.. “أولوية مش رفاهية”
جولة بسيطة بين المدن والقرى الليبية، ستجعلك تدرك بنسبة جيدة سوء إدارة النفايات الحاصل، والعشوائية المتبعة في تجميع القمامة خاصة على أطراف الطرق العامة، وغياب آليات التخلص منها أو الاستفادة منها بإعادة التدوير.
ومع حلول اليوم العالمي للبيئة، ذكّر الناشط المدني المهتم بشؤون البيئة محمد أبو القاسم المحجوب، بمعضلة النفايات في ليبيا، التي يرها من بين أهم القضايا المهملة رغم تأثيرها الكبير والمباشر على جودة الهواء وسلامة البيئة وصحة السكان.
يقول المحجوب لدروج: “عام 2022 شاركت في استبيانات أظهرت أن 69% من السكان في ليبيا يلجؤا لرمي القمامة لأقرب مكب عمومي، وأغلبهم ما عندهمش فكرة عن المحطة النهائية للقمامة، وقال 32% منهم أن المكب العمومي معندش مكان خاص، يعني يتواجد على حافة الطريق، 9% فقط قالوا إن كان عندهم مكان خاص في الحي متاعهم”.
ويضيف: “عندنا مشكلة أخرى هي التصميم القديم لمواقع المكبات اللي تبعد عن وسط المدينة مسافة بسيطة، يعني أول ما تجي ريح للمكان أو تولع النار فيه توصل بسرعة للناس وفي الكثير من المشاكل الصحية والبيئية المتعلقة بهذا الموضوع، بالإضافة إلى أن المنطقة اللي تكون مكب نفايات تبيلها فترة طويلة لترجع أرض طبيعية وصالحة للزراعة أو ممارسة أي أنشطة أخرى”.
وعن مسألة إعادة تدوير النفايات، يرى المحجوب أنه حل متعارف عليه على مستوى العالم، لكنه حل غير جذري في الحالة الليبية تحديداً، مع نقص الخبرة وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لتنفيذ وإدارة مشاريع إعادة التدوير، مضيفاً أن الاتجاه لآلية الدفن الصحي قد يعتبر حل فاعل لحالتنا، باستخدام أحواض مبطنة تكون بعيدة عن أي مسار مائي بطريقة معزولة عن الهواء للحفاظ على جودته، كما هو معمول به في الكثير من دول العالم.
إرسال التعليق