حيوانات ليبيا.. ما بين الانقراض والانقراض المحتمل
أنشطة بشرية عدة أثرت سلباً على التنوع البيولوجي في ليبيا وما زالت تهدده حتى يومنا هذا، بينها الصيد الجائر للحيوانات والاقتلاع الجائر للنباتات، والزحف العمراني وتغيرات المناخ والتصحر، إضافة إلى غياب سيادة القانون.
تدهور التنوع البيولوجي يعني (انقراضا/انقراضا محتملا) للعديد من الكائنات الحية، وفي مقالها “كيف فقدت ليبيا تنوعها البيولوجي؟”، تحدثت الكاتبة صفية العايش عن 4 حيوانات شاهدة على فقدان ليبيا تنوعها البيولوجي، هي المها الإفريقية، النعام، غزال دوركاس/غزال آدم، والودّان.
تشير صفية إلى أن المها الإفريقية “مها أبو حراب” التي كانت تستوطن ليبيا وبلدان الشمال الأفريقي حظِيَت بمحاولات إعادة إكثار خجولة، من بينها محاولة حديقة الحيوان بطرابلس في التسعينات التي باءت بالفشل بسبب ضعف الإمكانيات والتنسيق مع الجهات الدولية المختصّة، وانقرضت هذه الحيوانات من البرية الليبية نتيجة الصيد الجائر قبل ذلك بسنوات طويلة، وتم اصطياد آخر مها من البرية الليبية حوالي عام 1970.
أما حيوانات النعام فكانت تتواجد جنوب مدينة طرابلس قبل أن تنقرض من البيئة الليبية عام 1945، حيث أدى الصيد الجائر وتجارة ريش النعام وتصديره إلى أوروبا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين إلى انقراض النعام من البيئة الليبية، بعد أن تعرض النعام للصيد الجائر لغرض الإستفادة الاقتصادية، بحسب ما وُثِّق في كتاب “عشرة أعوام في بلاط طرابلس”.
ونزحت الغزلان (غزال دوركاس وغزال آدم)، التي كانت تستوطن المناطق شبه الصحراوية جنوب الجبل الأخضر، إلى الصحراء بعد أن تناقصت أعدادها بفعل ملاحقة الصيادين وزحف العمران البشري، الذي أدى إلى تبدل نوعية الغطاء النباتي وانحساره، وهو ذات المصير الذي يواجهه حيوان “الودّان” الذي أصبح وجوده نادرا في الصحاري، وتحولت ندرة هذه الحيوانات إلى تحدٍّ للصيادين الذين يجدون متعتهم الحقيقية في اصطياد الحيوانات النادرة.
إرسال التعليق