“للرجال فقط”.. كرة القدم ونشاطات أخرى
تعيش المرأة الليبية في حالة من التضييق المستمر، وفي فضاءات حركية وأطر متفق عليها في العرف الاجتماعي، سواءً على الصعيد المهني أو ممارسة الهوايات والنشاطات الحياتية العادية، كالجري والضحك وحتى الوقوف في البلكونة، مما يحصر خياراتها على أرض الواقع، وفي مخيلتها كذلك، ليتحول كل نشاط أو فعل غير معتاد إلى صراع يومي مستنزف، يتطلب مقاومة وإصرارًا دائميْن.
وفي هذا السياق، نطرح موضوع المرأة الرياضية في ليبيا، والتي لم ينحصر التضييق عليها في شكله الاجتماعي التقليدي القديم فحسب، بل تجاوزه إلى التحريض على منابر المساجد، بتحريض الرجال على قمع النساء والأطفال في عائلاتهم، بالصراخ والترهيب وتلميحات “الدياثة” والكفر.
وفي خطبة جمعة لرجل دين محترف (سالم جابر) في يونيو من عام 2013، حرض فيها مباشرة ضد لاعبات كرة القدم، وشكك في “شرفهن وأعراضهن”، وتساءل تساؤلًا تحريضيًا وتكفيريًا: “هل هذه ابنة يهودي، أم مجوسي، أم إلحادي، أم شيوعي..؟”
كذلك تحدثنا اليوم مع شابة ليبية (20) تخوض تجربة ممارسة شغفها بكرة القدم في ليبيا، وتحلم باحتراف اللعبة: “من لما كان عمري تسع سنوات كنت نلعب في الكورة في الشارع مع صديقاتي وبنات الجيران وكان الوضع عادي ومتاح، لما كبرت ووصلت لسن الثالثة عشر بدأت المضايقات والمنع من لعب الكورة في الشارع.”
وتسترسل عن أهمية دعم والديها لها لتستمر في ممارسة شغفها بكرة القدم: “عائلتي رياضية؛ لذا شجعوني على لعب الكرة والتدريب والشي هذا جدا مهم للاستمرارية.”
”وحالياً منضمّة لأكاديمية في طرابلس، رفقة عدد من الفتيات الحالمات، يتدربن على لعب كرة القدم باحتراف”.
وعن وضع المرأة في المجالات الرياضية في الوقت الحالي، تقول لـدروج: “بسبب الوضع الأمني وسيطرة بعض التشكيلات المسلحة على أشهر النوادي المحلية، من الصعب تشكيل نادي كرة قدم للسيدات، حتى مع وجود المنتخب النسائي واللي تدربت معهم لفترة، لكن كان صعب الاستمرار بسبب عدة معوقات يواجهها المنتخب، منها عدم وجود النوادي اللي تجهز اللاعبات كما متعارف عليه، لذا يضطر المنتخب للبدء من الصفر؛الأمر اللي يؤثر على استمرارية اللعب ويأخذ وقت أطول للتدريب”.
وتأمل محدّثتنا بأن تتاح لها الفرصة بتمثيل السيدات الليبيات لكرة القدم على مستوى إقليمي، على الرغم من محاولاتها فيما سبق إلا أنها واجهت صعوبات كبيرة، منعتها من المشاركة.
إرسال التعليق