كلمة “ثدي” سبب للتردد والحرج.. سرطان الثدي
يُعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في ليبيا، إذ سجّل السجل الوطني للسرطان لعام 2020 ما يزيد عن 1,500 إصابة جديدة، تمثّل نحو 41% من إجمالي سرطانات الإناث.
كل فحص مبكر فرصة نجاة، وكل كلمة دعم جزء من العلاج
ورغم هذه الأرقام المتزايدة، يتفق الأطباء والمهتمون بالتوعية الصحية على أن الطريق إلى الحد من انتشار وتفاقم مضاعفات المرض يبدأ بخطوتين أساسيتين: الكشف المبكر والدعم النفسي.
توضح الدكتورة منى أبوسنوقة، رئيسة قسم بالمركز الوطني للسرطان في مصراتة، أن “الكشف المبكر يمنح فرص شفاء تفوق 90%، لكن التحدي يكمن في ضعف الوعي والخوف من الفحص”.
كلمة “ثدي” سبب للتردد والحرج
في مجتمعنا، لا تزال هناك تحديات حقيقية تحيط بالحديث عن سرطان الثدي. فالكثيرون لا يشعرون بالارتياح عند تناول الموضوع علنا، وأحيانا تصبح حتى كلمة “ثدي” نفسها سببا للتردد أو الحرج.
كما أن الخوف من التشخيص يجعل بعض النساء يترددن في إجراء الفحص، خاصةً حين يمتزج القلق بالخجل الاجتماعي، تقول أبوسنوقة.
وتضيف: “منذ البداية، كنا ندرك هذه الحساسيات، ولهذا حرصنا في مشروع الكشف المبكر عن سرطان الثدي على أن تكون جميع الكوادر المشاركة في الفحوصات السريرية من النساء فقط — من الطبيبات والممرضات إلى المراقبات. أعلنا ذلك بوضوح في الإذاعات المحلية، لأنه كان قرارا مقصودًا لتشجيع النساء على الحضور”.
وفي بعض العيادات، كان أفراد الأسرة من الرجال — الآباء أو الأزواج أو الإخوة — يأتون أولا ليتأكدوا بأنفسهم من أن الفريق الطبي بالكامل من النساء قبل السماح لقريباتهم بإجراء الفحص.
إشراك الذكور في التوعية
وفي حديثها إلى الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، تشير الدكتورة منى إلى دور المبادرات المحلية التي تدرّب الممرضات على الفحص السريري للثدي، إلى جانب انتشار حملات التوعية عبر الإذاعات المحلية والمواقع الإلكترونية لتشجيع النساء على المبادرة دون تردد أو خجل.
وتلعب هذه الحملات دورًا مهمًا في الضغط على الجهات المعنية لضمان وصول خدمات الفحص إلى المناطق البعيدة، وعدم اقتصارها على المدن الكبرى.
وبحسب تجربتها، ترى أن الاهتمام بحساسية النوع الاجتماعي والتواصل مع المجتمع، بما في ذلك الإعلانات الإذاعية وإشراك أفراد الأسرة الذكور، أمر أساسي لكسب الثقة والمشاركة.
الدعم النفسي والاجتماعي.. أولوية وليس رفاهية
في المقابل، يبرز الدعم النفسي والاجتماعي كعنصر مكمل لا يقل أهمية عن العلاج الطبي.
ويتفق المختصون على أن المريضة التي تُحاط بتفهم ودعم من أسرتها ومجتمعها تكون أكثر التزامًا بالعلاج وأكثر قدرة على التكيّف مع مراحل المرض.
ويطالب الأطباء بضرورة دمج خدمات الدعم النفسي ضمن بروتوكولات علاج السرطان في المراكز الطبية الليبية.


