نورا الجربي: ”القانون الليبي لا يحمي المرأة”
تحتفل نساء العالم اليوم الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة، احتفاءً بمكتسبات تم انتزاعها، وتذكيرًا بحقوق أخرى تكافح كثير من النساء حول العالم من أجل جنيها. ورغم تفاوت وضع المرأة في بلدان ومناطق مختلفة حول العالم، إلا أن العقود الأخيرة جمعت كثيرًا من الأصوات المطالبة بحقوق المرأة ووثّقت من قربها وترابطها؛ سواء على مستوى الأفكار وتأطير المطالب، أو تذويب الحدود القومية عندما يتعلق الأمر بقضايا المرأة ومعاناتها.
وهنا في ليبيا، يبدو صراع المرأة أكثر تعقيدًا من غيره، حيث يتراكم التاريخ بعرفه وتقاليده وقدسية أديانه، وتحظى المرأة فيه بتشريف مفخخ بشتى أطياف الكبت والاعتقال الجسدي والفكري، فوق ظرف طارئ يتسم بعنف من نوع خاص؛ احتراب أهلي وانهيار اقتصادي، يمس بالطبع – الأخير- جلّ فئات المجتمع الليبي، ولكنه يزيد من مشاكل المرأة الليبية بشكل خاص.
اخترنا في هذه المناسبة، أن نجري حوارًا مع الصحفية والناشطة الحقوقية الليبية نورا الجربي، تشاركنا فيه برؤيتها لوضع المرأة في ليبيا اليوم، والصعوبات التي تواجهها على المستوى الشخصي، وفيما يخص تواجدها في الفضاءات العامة، لا سيما السياسية منها. كذلك تعليقها على حملة الاعتقالات التي طالت نساء ليبيات، وصفهن رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي بـ”المدافعات عن حقوق الإنسان”.
في هذا التسجيل الأول، تصف الجربي وضع المرأة في ليبيا بشكل عام حسب منظورها، والانتهاكات التي تتعرض لها دون محاسبة، وكذلك دور السوشال ميديا في توعية المرأة الليبية بحقوقها، وخلق صوت مسموع قادر على الضغط في محيطها.
ثغرات القانون الليبي
ترى نورا الجربي بأن القانون الليبي لا يحمي المرأة، بل يحوي ثغرات عديدة تجد المرأة الليبية نفسها ضحية لها، وأن المنظومة القانونية في ليبيا تحتاج إلى دراسة وتحديث، بما يتناسب مع متطلبات المرأة اليوم، وما يحمي تواجدها في الفضاءات العامة، كأماكن الدراسة والعمل على سبيل المثال.
حملة اغتيال معنوي للسيدات الليبيات الناشطات في المجال السياسي
ومن خلال عملها بمنصة تحرّى المعنية برصد خطاب الكراهية والأخبار الزائفة، تشاركنا نورا نتائج تقرير صادرعن فيس بوك، بخصوص حملة ممنهجة قادها الإخوان المسلمون في ليبيا، وبذلوا فيها أموالًا طائلة، لأجل استهداف الليبيات الناشطات بالعمل السياسي والإعلامي على منصات التواصل الاجتماعي.
اعتقال “مدافعات عن حقوق الإنسان” في ليبيا
تتحفظ الجربي على توصيف المبعوث الأممي السيد باتيلي؛ بقولها إن موجة الاعتقالات لم تستهدف مدافعات عن حقوق الإنسان، ولكنها طالت “مشاهير على السوشال ميديا” ممثلات ومغنيات ونساء ناشطات على منصات التواصل الاجتماعي، بتهمة “الإخلال بالآداب العامة”. وتعلّق نورا على هذه التهمة بالقول: إن كان الأمر كذلك، لماذا لم تطل الاعتقالات نظراءهن من الذكور؟. كما تؤكد على أن أي قانون -إن وجد- يطبق على المرأة فقط، ما هو إلا تمييز فعلي بين الجنسين.
إرسال التعليق